Friday, May 18, 2018

أنتِ أو ما شابه اسمك




كنت أخاف عليكِ من كل شيء
في الطريق من الميلاد للموت
من مخرج المترو حتى مدخل طلعت حرب
وحش واحد على الأقل في كل ركن
وملاك موت يستعد للهجوم
وضعتكِ في فقاعة ملونة حتى لا تمسك الأرض
فطارت للبعيد

..

تركت كرسيك خاليا فسكنه عفريت بلا وجه، فقط ثقبين في مطرح الرأس من ملاءة بيضاء، تعودت أن يشاركني الإفطار كل صباح ويضع الملح في قهوتي المرة أصلا، دعابة صارت سخيفة وإن كنت أتظاهر بالضحك ويتظاهر شبحك بالانتصار، الأسخف أني كنت أرى عفاريت كثيرة في كل شارع في طريقي إلى العمل وكأنني أعيش في مقابر الصدقة، مفروض أن يكون ذلك مخيفا ولكني كنت استهلكت رصيدي من الخوف

..

كنت أظن أنك ستحبينني حين أنقذ العالم، ثم عرفت إنك تكرهين العالم كما تكرهين الاستيقاظ مبكرا وأفلام السوبر هيروز، العالم نفسه لم يكن يريد أن ينقذه أحد، العالم كان يقول لنا أنه هو بطل القصة الذي ينقذ الجميع وليس العكس، العالم كان يزورك في نومك في ثياب طفل جميل، ثم يقبلك ليتحول إلى سوبر مان ويطير لينقذك من الحزن وينقذني من الحب، لكن غيرتي الدائمة جعلته أكثر نضجا وأقل جمالا، العالم كف عن زيارة أحلامك فسكنتها الكوابيس، وهكذا غمركِ الحزن حتى تحولت إلى طائر أسود، وسقطت أنا في الحب حتى انقصفت رقبتي، ولم يعد هناك أحد لينقذنا

..

هكذا عرفنا كيف يقتل الحب العالم 
لم يكن صوت الله ولكن سارينات الإسعاف
لم يكن البرزخ ولكن غرفة الإنعاش
أنا في منزلة بين المنزلتين 
أضع الأنابيب في أفواه المرضى
وأوقع شهادات الوفاة
بينما تبدأين حياتك الجديدة

في جنة الطيور السوداء 

ليفربول - ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧

No comments: