Saturday, April 07, 2018

وداعا أيها الغريب

قطار أسود لعين 
أخذ أحبابي بعيدا ومضى
كنت تقول لي في الزمان القديم : 
لا تثق في مدينة لا تنام 
أو في بيت يفزِع أهله في الليل
بوقع أشباح سكانه السابقين
لذلك كنت تسير منحنيا
في الشوارع المزدحمة بفوضى المعركة
بين الجنود السود والجنود البيض
وتبشر بالرمادي العظيم
تمسك روحك ألا تفلت منك
كبالونة في الخماسين
وترى الموت يراقبك بصبر
من كل نافذة مفتوحة
ويدندن على إيقاع قلبك المتعب
وينتظر أن يتعطل اللحن
كنت ترثي كثيرا للموت
ليس إلا موظفا وحيدا بحكم المهنة
كسائق قطار أسود لعين
حبيس في مقصورة
وحده لا يغادر
و لا يشم رائحة البحر
بعد أن يصل محطة سيدي جابر
وحده لا يحلم إلا بترقية صغيرة
حين ينال اسمك القابل للنسيان
ويكتبه في أرشيف الراحلين
..
كان ذلك في الزمان القديم
الآن تغير كل شي
الأحمر الدامي صبغ العالم
الجنود صاروا ملوك المدينة
النوافذ ازدحمت بالأموات
اللحن توقف
بعد أن وصل القطار المحطة
بينما أنت تقف على الشاطيء
تشم رائحة البحر وتضحك
وتتعرف على الحياة من جديد
٤ إبريل ٢٠١٨