Monday, May 21, 2007

أنا خراب العالم



طز في نهر الدم السائل من لبنان لغزة

طز في فتح وحماس وحكومة الوحدة وهنيه ومشعل

طز في فتوى رضاع الكبير وفي الأزهر الذي لا يفعل شيئا سوى مصادرة الكتب

طز في الإسلامية والاشتراكية والليبرالية والإخوان وكفاية

طز في الحكومة التي لا تحفظ كرامة أى مخلوق في هذا البلد

طز في عبد الوهاب المسيري الذي سيموت لأنه ليس إبن قحبة

طز في أصدقائي الأحياء منهم والأموات والبين بين

طز في هي التي لا تريد أن تكلمني منذ شهر لأنني شتمتها

طز في أنا الدون كيشوت

طز في أنا خراب العالم

طز في أنا الرمادي العظيم

فقط

ليس آخر يوم مليء بالأخبار العاهرة سوى كاميليا جبران من سيوقف خراب العالم لخمس دقائق

رايح أسرق لك غابة وأسرق لك جان


Tuesday, May 15, 2007

وقائع اختفاء الذي انتظر




الولد الذي ينتظر فتاته في منتصف العالم

بين أسود قصر النيل الحجرية وبوابة الأوبرا

في زاوية المقصلة بين عقربي الدقائق والساعات

الولد الذي يحمل نقطة الضوء اليتيمة على صدره

وسط السيال الرمادي العظيم

العابر والجالس والماشي من حوله

المعلق من فوقه في السماء المحتقنة بغيم لا يمطر

وإنذار مستمر بالبلل

الولد الذي يمتليء بالفرضيات الرياضية :

- لو استطالت رجلاه وجاوز برج القاهرة

لاستطاع أن يراها بين الطوابير المنحدرة من الشرق

نملة وسط النمل ولما أحبها

- لو سقطت السماء في النيل وقامت الساعة

لوجد حجة غياب مقنعة

وعلى كلٍ لن يحاسبه ساعتها إلا الله

- لو أسرع الوقت قليلا

لصارت العابرة ذات الضفائر هي فتاته ولما انتظر

- لو طال كوبري قصر النيل قليلا ..

لأصبح ماسح الأحذية هو من واعدها

ولما اضطر هو للوقوف هكذا

محاصرا في منتصف العالم

- لو رآه الله وسط الزحام

لجعله نبي الانتظار

ولبشر بمجيئها في الحياة الآخرة

- لو تأتي الآن وحسب

لمحى المدينة بطرف إصبعه

ورسمها كما تريد

إنطبقت مقصلة العقارب أخيرا

وأمطرت السماء المثقلة

وانصرف ماسح الأحذية ومرت ذات الضفائر

قأكلت أحدَهم الأسود الحجرية

واعتقل أحدَهم أمن بوابة الأوبرا

وذاب أحدُهم في المطر

أما الفتاة ..

فقد رأت الفضاء الضيق

الذي خلفه الولد في منتصف العالم

بين أسود قصر النيل الحجرية وبوابة الأوبرا

وتنهدت

ثم عادت لتبحث في دليل التليفون

عن ولد جديدٍ

أكثر مقاومة للبلل


15 مايو 2007

Monday, May 14, 2007

فيونكة




تعالى نرسم خطوتين فوق الطريق على قدنا إحنا

مين قال زمان الرسم مَشّى

لما كان العسكر المترصصين عل الارصفة بيحجّزوا بينّا؟

ده الحب عمره ماكان خبر مشطوب من الجرنان

ولا قضية أمن دولة

ولا نبي هربان من الجنة

الحب ماشي في الشوارع

مستخبي في عيون الطبيبن

مدقوق عل الأسفلت بالحنة

وأنا لما أقول إني باحبك مش بحاول أعترض عل أي حاجه

أنا بس باعقد من أسامينا فيونكة لبنت حلوة

قاعدة تستنى




جُـــرّة


ينساب الليل عليَ

وخطوي يسأل عنّي

أنقطع عن العالم و أجرد روحي من غمد الموتِ

سأقترب من النار وحيداً

ووحيداً

ليس كمثلي شيءٌ

عرشي فوق دماء شريط الأخبار وصور القتلى

لا يقلقني إلا موت الأطفال المنسيين ونقر المطر على الأسطحِ ..

ليس يعاندني غير نهايات القصص وقلبي

كنت أدور حواليك ولا أتكلمُ ..

فلماذا أشتاقك أكثر حين ينام الناس ويصحو وجعي ؟

كنت أحبك رغم البرد وأن الحب مملٌ جدا في المدن المزدحمةِ ..

لكنّي كنت أموت ورب الكعبة فيك إذا انهمرت أمواج الناس على أرصفة ترام الليلِ،

أو اتصلت أيدي العشاق على الكورنيش ،

أو انبجست عربات الأمن الزرقاء من الطرقات ،

وكنت أقول لعل الموت طريقٌ خلفيً للمشتاق يقود إلى أجزائك إذ تتناثر في كل بنات البلد

/ يقود إليَ

وأن النيل سيعلو خلف السد إذا سكنت كفاك يديّ

حين أصير إلهك وتصيرين عذابي

فلماذا أشتاقك أكثر حين أصير الآن إلاهاً فرداً أحداً

آتي بالشمس من المشرق

أتزوج رمل الصحراء ولا أنتظر الحور العين ؟

لعبتنا ضد الوحدة كانت عاقلةً جدا وطبيعية:

- أدعوك (رحيل ) - إرهاصا لنهايتنا الحتمية أو لدمار العالم - ونسمي بنتا لن ننجبها

- نزور النيل معا ليباركنا ونخربش أحرفنا في كل زوايا العشاق السرية وأغاني فيروز

( لزوم الذكرى )

- أفرح حين أراك وأغضب منك لأن الريح تعاكس شعرك

- أتشاجر حتى مع أعمدة الليل وفاترينات الضوء إذا اشتعلت كي تسرق فرحة وجهك من عيني

- أهديك ثواب صلاتي في عيد الحب لتهديني أسمائي الأسطورية ( آه.. لم أخبرك بأني أحيانا أكفر مراتٍ خمسا في اليوم الواحد وكثيرا ما أنسى ماذا أذنبتِ لأستغفر لك )

- ممـنـــــــــــوع اللمس

- نتشبه بالثوريين : نمارس لعبة عد الشهداء و نتظاهر ضد نظام الحكم ونلعن أم رئيس الدولة

- أخفيك عن المانشتات الهمجية و عيون العسكر وشياطين الليل وقهر أبيك وتقوى أهلي حتى تخفيني عن نفسي وعيون الله الموكلة بعدّ ذنوبي

(مثلا : أمي لن تعلم أنك غير محجبةٍ وتصلين قليلا ، وكذلك لن يعرف أحد من أين وأين ستمطر روحك فوق خراب العالم )

- أرقيكِ من الموت و أكتبك على كل تفاصيل الكون ولا أذكر إلا حرفين من اسمك عند الناس

- أبكيكِ إذا متّ وأحفظ خصلة شعرك في محفظتي لأحدث عنك حبيباتي الآتين

وكذلك كانت لعبتنا ضد الوحدة

عاقلةً جدا وطبيعية

فمتى دخل الحب علينا كي يفسد كل الأشياء ؟؟

أعلم أنك مثلي

لا تنتظرين ولا تٌنتظرين

وأعلم أن جذور نهارك ضاربةُ في ليل شتائي

لكني لن أتفاجأ أبدا حين أراني في عينيك ولا أعرف عنواني عندك

وتصافحك ملائكة الطرقات ولا تبيض يميني ..

( يبدو أن الله يحبك أنت ولا يعرفني رغم صلاتي )

أعلم أيضا أن رماديتنا سوف تنام كثيرا في الرمل لتنبت ذات مصيرٍ

من رحم الصحراء شوارع لا أسماء لها

سأخبئها في كفيكِ

و في صدرك أطفالَ البلد وأطواقَ الفل المخنوقةِ ..

في عينيك الصبحَ الأبعدَ منك ومني

أتقوس تحت خيوط الضوء لأكمل مشهدنا الـ لايكتمل وحيداُ

ووحيداً

ليس كمثلي شيءٌ

أما أنت فلا تنتظري

صرّي العالم في عينيك ودقي باب الأفق ومري

إن الله يحبك أنتِ


القاهرة – طريق الواحات – القاهرة

فبراير 2007

* الجرة طريق نصف ممهد وسط الصحراء

على حَـــرْف


رماديا يسير جانب السور الطويل بلا نهاية لا يعرف أحدا ولا يعرفه أحد ، الولد الوحيد المتنقل في عيون الحبيبات الموصدة على اسمه حتى لا يطير أبدا ، وبين مواصلات الطرق السريعة المعلبة في الأدخنة والأغاني الهابطة ، وفوق المسافات المزدحمة بالأولاد المتكررين مثله تماما بالنهار ولاشبيه لأحد منهم في الليل ، وتحت السماوات التي أقفلها الله فوقه قبل أن يعلم أن لاشيئا فسيحا ينتظره عند آخر السور..

غير أن الولد الغريب يكره السفر عندما لا يرافقه إلا ظله ، ويعرف كم هو قاس حد الملل أن يفرض عليه الطريق هوية أو امرأة أو نهاية ، لكنه يعلم أيضا أنه اختار كل شيء بنفسه في الحلم حتى اسمه العادي اللاموسيقي ، وحتى امرأته التي تبعثرت في كل البنات ، كما يعلم أن نهايته المكتوبة مذيلة بتوقيعه وإن كان يحلو له أن يدعي البله أحيانا أو النسيان أحيانا أخرى لإضفاء طابع دارمي مثير على عادية المشهد أو لخوفه من أن يتهمه أحد بانتحال صفة الله

لكنه يعود في النهاية – النهاية الإفتراضية إذ ليس ثمة نهاية واضحة حتى الآن – يعود ليسير فوق خطاه القديمة الممحوة - أخذا بنظرية أن التكرار يعلم الطريق - ، ثم ليتحسس شعره الذي لم يشب بعد وقلبه الذي لم يصب بتصلب الشرايين التاجية حتى ساعته وتاريخه ، عندئذٍ يسمي حديقة لم يزرعها ، ويلاعب بنتا عسلية العينين لم ينجبها ويقول يـاه على هذه الحياة الحلم !

لا تسأل إذن لماذا يموت حبك قبل أن يولد ولا تسأل متى ينتهي كل شيء لأنك لن تموت كما أنك لن تحيا، فقط ستسير مع ظلك جانب السور الطويل بلا نهاية مقدسا في رماديتك ، تبارك خطاك العادية كل شيء فلا يتفجر الماء تحت أقدامك ولا ينبت الورد مطرح كتفك و لا يراك أحد و لا ينتظرك أحد أيها الولد الوحيد