Monday, May 07, 2012

العباسية





كوستا لا يرحم الشاردين أمثالي
في طابور القهوة الصباحي الطويل
خصوصا مع شريط الأخبار الذي  ينزف
فوق ماكينة القهوة
والوجوه نصف النائمة
تقلبين السكر في اللاتيه بإصبعين
بينما أصابعي العشرة مغموسة
 في الجروح المفتوحة على شاشة الهاتف
أحب ضحكك على مرضى نبطشية الليل
و مطاعم الكاري الهندية
وأخاف أن أضحك في المقابل
فيتسرب الغاز المسيل من صدري
وأنا لا أريدك أن تبكي
ليس في أول موعد
موقفي صعب جدا
سأهرب من الرد إلى وجوه الآخرين
يقفون في الطابور بنظام
وأتعلم  كيف يشرب ذوي الرءوس المقطوعة القهوة
سأبتسم لآخرين يدخلون من الباب متعجلين
فقط للحاق بالعمل
لا هربا من الشرطة العسكرية
آخرين مبللين تماما
بمطر لم ينقطع منذ خمسة أيام
سأقدر تماما درامية الحدث
مع قتل لم ينقطع منذ خمسة أيام
لن أتكلم عن بقع الدم على الأرصفة والمعاطف البيضاء
عن الخوذات الحمراء التي تملأ الكوابيس
عن الموتى الأحياء والهاربين إلى القتل
عن رياضة النظر إلى القرابين الحية
عن قرقعة العظام تحت المدرعات
عن الأحذية على أجساد البنات
عن المشاهدة الأصعب من الشهادة
فقط سأكتب  لك الأسماء
واحدا واحدا
فوق طاولة القهوة السوداء
لكي لا يراها أحد

لا أذكر شيئا في النهاية
سوى أصدقائي عمال النظافة
الذين يستيقظون كل صباح
ليكنسوا  الشهداء عن طريق السيارات
بروتينية مملة
يعلمون أن الدم المتخثر صعب الغسيل
وكذلك بقع القهوة
وخيبة الأمل  في ميعاد عاطفي مبكر
مع جثة قادمة من مصر

برمنجهام
4- 5 – 2012