Tuesday, February 04, 2014

بخاف عليك وبخاف تنساني



كنت باشتاقلك وأنا وانت هنا وطن يتسع لخطو أقدامنا على أسفلت صديق يعرفنا ويتشبث بأحذيتنا المنهكة من التسكع، بيني وبينك لا شيء إلا فراغ بعرض كف تكاد تمس أخرى و تشتاق الوصل ولا تصل، مسافة لا نقطعها أبدا فلا نبتعد ولا نقترب ولكن نرعى فيها التفاصيل والكتب والنميمة والنصوص المرتبكة و وجوه الأصدقاء، أقول لا أجرؤ على البعد وتقول لا أجرؤ على القرب، ونقول ليس لنا إلا النصيب وما لا نختار وما لا نريد ثم يمتزج قربي في بعدك لتولد خطوتين، ثم كان أن تركنا الطريق واتسعت الخطوتان بعرض خمس قارات و حل الثلج محل العادم وتجمد التاريخ، عرفنا الغاز والبرد والسرطان والعجز والأعراس والجنائز، عرفنا سكون البيوت الجديدة و والأِشباح التي تخرج من نيران المدافئ، عرفنا سقوط الشعر وترهل البطون ومضادات الاكتئاب وآلام الصدر، عرفنا كيف تسقط النميمة في نقص الحرارة وتذوب التفاصيل في برك مطر برائحة دم الأصدقاء، أكلنا الميتة والنطيحة وما أكل السبع لنملأ أفواهنا بشيء غير السكوت والعلقم. لا أحتج و أقول الله ينسانا، لا أذعن و أقول لا عود لما كان، لا أتنبى و أٌقول لنحي الموتى، لا أستبسل و أقول لنشتغل وندفيء العالم، أقول فقط ببراءة تامة وحيادية تشبه من كنا: شوف بقينا إزاي أنا وانت؟

برمنجهام 5 فبراير 2014