Thursday, June 08, 2006

الثالثة صباحا بتوقيت بلاد الله


أشياء كثيرة تستحق أن ترمى إلا الموت،
فهو أفضل هدية تعطى لطفل
كي يتمتع بالحياة


أتذكر هذا الكلام الآن ، تماما في الوقت المعتاد لتذكر الأشياء البعيدة ؛ آخر الليل أو أول النهار .. ساعة الموت في الحياة أو الحياة في الموت ، والكل يعتمد على مودك/طريقتك في استقبال العالم في هذه الساعة ، أو على لون عدساتك

لهذا تتكاثر الكوابيس و الرؤى للنائمين و تتكاثر أحلام اليقظة للمأرقين وتتكاثر صور الأموات المحزنة /المخيفة أيضا ، ويعلو بكاء الأطفال ونوبات الربو وآلام القرح المعدية والبروستاتا والروماتيزم ، ولا أفضل من ساعة كالثالثة صباحا لتوقظ الزوجة زوجها لأنها على وشك الولادة، أو لينتحر مريض بالإكتئاب أو ليصاب مريض ( رجل في الأغلب ) بجلطة في شرايين القلب أو المخ ، وتشهد كل غرف اٌستقبال الطوارئ في العالم على أن ثمة مؤامرة كونية تحدث حول هذه الساعة ربما بشكل متعمد للتمرد على حالة الصمت / السواد / الموت المنتشر ، وربما أيضا للتأكيد على نفي الموت المطلق للأشياء ولو لعدة ساعات قبل أنا يصحو العالم.

الساعة الثالثة مناسبة أيضا للاستيقاظ على صوت شيء ما يتحرك في الصالة أو في الحمام ، أو الإحساس بشيء ما يحك في أصابع القدمين أو يتحرك بنعومة فوق الغطاء أو استيقاظ كل الأشباح المخزنة في الذاكرة ، ولسبب ما تجده القطط وقتا ملائما لتقليد الذئاب في الشارع والشجار في صناديق القمامة تحت البيت ، وهومناسب أيضا لقيام الموتى الأحياء ولخروج مصاص الدماء للصيد ، ولارتكاب القاتل التسلسلي جريمته قبل الأخيرة ( دائما قبل الأخيرة ) .

أتذكر كل هذا وأشعر أني معتقل بشكل شبه إرادي في هذه الساعة ، أحدق في الشاشة وفي العديد من المواقع المفتوحة الطبية والإخبارية والبين بين ونوافذ الماسنجر وكوب القهوة السادة السوداء كقلب الكافر ، أقرأ وأكتب وأتكلم كل بنصف تركيز وباهتمام كاذب وأنتظر شيئا آخر ليحدث ، لا أتذكر أن علي ان أنتظره وأمارس الحنين الموجع كقرص الجوع إليه إلا في هذه الساعة أيضا

يا عاااالم

نفسي أنااام زي خلق الله





1 comment:

bluestone said...

تدوينة جميلة جدا ..
معرفش ليه سر الردود العدائية تجاه اغلب التدوينات واللي لاحظتها اثناء تصفحي .. المدونة ..
لكن في النهاية التدوينة دي جامدة جدا .. احساسها قوي ..

اسمح لي احتفظ بيها ..
تحياتي